-->

بين أروقةِ المدنِ المجهولةِ، أتوهُ في ليلٍ باردٍ


بين أروقةِ المدنِ المجهولةِ، أتوهُ في ليلٍ باردٍ



بين أروقةِ المدنِ المجهولةِ، أتوهُ في ليلٍ باردٍ

في غربةٍ أضناها الغرب، صوتُ الحنينِ يعانقُ الأفقَ

وفي ضبابِ الأشواقِ يتيهُ القلبُ، يصارع الوحدةَ بلا حِقِّ

بين أروقةِ المدنِ المجهولةِ، أتوهُ في ليلٍ باردٍ

أبحث عن جذورٍ مفقودةٍ، أمشي بلا قدمٍ، ولا بصيرةٍ



فأين هو الوطن؟ وأين هو الراحةُ؟ في هذه الغربةِ لا بُدَّ من صمتٍ

أحدث نفسي بأصداء الصمتِ، وأغتال أنيني بعالمٍ لا يشبهني

أصبو نحو الأفق البعيدِ، أطوف في الاشتياقِ لما مضى

حلمٌ بكراءٍ مجهولةِ، ودموعٌ تفيضُ مع السحابِ الرماديِّ

في قلبِ الغربةِ يشتعلُ الشوقُ، ويعلنُ الحنينُ ثورةً صامتةً

أحملُ الأماني في جيبِ الذكرياتِ، أستلقي على سريرِ الطمأنينةِ المفقودةِ

بين أروقةِ المدنِ المجهولةِ، أتوهُ في ليلٍ باردٍ



غربةٌ داخلَ الغربةِ تحتضنُ قلبي، تذبلُ مع الوقتِ ولا تتلاشى

لا نهايةٍ لهذه المأساةِ، ولا حدٌ لهذه الرحلةِ المظلمةِ

أكتبُ كلماتِ يائسةٍ، وأعزفُ ألحانَ حنينٍ وجراحٍ

أنا هنا في هذه الغربةِ وحيدٌ، كأني أسيرٌ في سجنٍ لا يُرى

أصارع الأشواكِ والنيرانِ، وأهتفُ بدعوةِ المساعدةِ الباكيةِ

لكن لا يسمعني أحدٌ، ولا يُبالي، فأنا في الغربةِ وحدي

في هذه الغربةِ أعيشُ بعدمٍ، وأستحضرُ ذكرياتٍ ضائعةٍ

وأتنفَّسُ الأماني المكسورةِ، وأتمنى لو أرى بصيص أملٍ

غربةٌ داخلَ الغربةِ، وقلبٌ يعيشُ في غيابِ الحنانِ والتعاطفِ

فأبقى هناك في هذا البلدِ الجديدِ، في غربةٍ داخلَ الغربةِ.